يحكى عن رجل وامرأته انهما كانا طيبان وبسيطان جداً محبين للرب يسوع والكتاب المقدس حباً شديداً. وكان من اجمل العادات عندهما ان يحفظا كل يوم آية واحدة على الاقل من الآيات التي تمر بهما اثناء قرأتهما اليومية للكتاب المقدس ثم يحاولا تطبيقها عملياً.
" ارمي خبزك على وجه المياه فأنك تجده بعد ايام كثيرة."
وافتكر الزوجان لبساطتهم ان المقصود هو المعنى الحرفي للآية. فعملوا صندوقاً خشبياً كبيراً يشبه القارب وبعد ان ملآه بالخبز والاطعمة الاخرى وبعض الملاعق والشوك والسكاكين اغلقاه جيداً والقيا به في البحر.
وتركاه يطفو ويحمله الماء الى بعيد وحدث بعد عدة سنوات ان تعرض الزوجان الطيبان لتجربة صعبة ، تركتهما فقيرين لا يملكان قوت يومهم حتى اضطرا الى طلب الالتحاق بأحد الملاجيء ولما كانت ملاجيء البلدة التي يعيشان فيها مليئة بالاجيئين.
رفض طلبهما واخيراً سعى لهما احد الخيرين والحقهما بملجأ في مدينة اخرى. وجاء وقت تناول الطعام فرأيا امراً مدهشاً ان ادوات المائدة مكتوب عليها اسمائهم وهي الادوات التي وضعاها يوماً مع الاطعمة الكثيرة في الصندوق الذي القياه في البحر .
وتذكرا حالة الغنى التي كانا بها قبل ان يفتقرا وكيف اصبحا من نزلاء الملاجيء بعد ان كانا يعطيان بوفرة الفقراء والمساكين
فهاجت عواطفهما واخذا يبكيان ، فلاحظ صاحب الملجأ ذلك فأسرع اليهما وسألهما عن سبب بكائهما فحكيا له كل ما كان من امرهما وعندئذ صاح صاحب الملجأ سبحان الله مجداً لاسم الرب.
لو تعلمان انكما انقذتما حياتي من الموت في يوم من الايام فتعجبا الزوجان جداً
وقالا : نحن انقذنا حياتك من الموت كيف ومتى نحن لا نذكر ؟
فقال الرجل : لقد كنت منذ عدة سنوات مع بعض الرفاق في سفينة مبحرة الى ميناء هذه البلدة وقبل وصولنا بعدة ايام وقعنا في مشكلة خطيرة بسببها تأخرنا عن الوصول ونفذ الطعام كله وبقينا يومين كاملين في السفينة لم نذق خلالهما شيئاً وصرنا نرفع صلوات حارة الى الله لكي يعيننا في هذه التجربة الصعبة.
وفي صبيحة اليوم الثالث رأى احدنا صندوقاً يقترب من المركب فأسرعنا تجاهه وانتشلناه من الماء ولما فتحناه وجدنا كمية وافرة من الطعام مع بعض الملاعق والسكاكين والاطباق فشكرنا الله كثيراً، وتناولنا الطعام مسرورين جداً واستطعنا ان نصل الى بلدنا احياء سالمين.
فقررنا انشاء ملجأ اعترافاً منا بفضل الله علينا وتذكاراً لهذه الحادثة العجيبة ووضعنا هذه الادوات بالملجأ لتظل تذكرنا برحمة الله ومعونته.
وها انتما قد رأيتما كيف كنتما واسطة خلاصنا من الموت
قال الزوجان : هذه قصة عجيبة حقاً
قال الرجل : والآن اقدم لكما الشكر على هذا الصنيع ونعيد تقديم الشكر لله وها قد وجدتما صدق الآية التي حاولتما تطبيقها قديماً، لقد رميتما خبزكما على وجه المياه فوجتماه بعد ايام كثيرة ، فأمكثا هنا معززين مكرمين، ولا تفكرا في التجربة التي سببت لكما الفقر.
فأنا واخواتي مؤسسي الملجأ في خدمتكما من كل ناحية حتى النهاية .
فعلاً مهما مضت السنين والايام ربنا لا ينسى.
وهو يكافيء كل انسان على صنيعه الى عمله في غيره.
الحمد لك يا رب انت المعين ولك في كل وقت حكمة تعلم البشر منها انك قدوس ومساعد.
لك المجد والشكر الى الابد آمين 🙏
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اضغط على الرابط المرفق للاطلاع على المزيد من وصف وتفاصيل وسعر المنتج