عناية ربنا

يوم التلات اللى فات حصل معايا موقف غير علاقتى مع ربنا تماماً ..
أعرفكم بنفسى الأول ، أنا يوسف ٤٢ سنه متجوز وعندى طفل فى تانيه إبتدائى ، معايا محل فى الغردقه وده مصدر رزقى الوحيد ..
المدام إتصلت بيا يوم التلات قالتلى المدرسه بعتت إنذار مع الولد بدفع المصاريف ولو مدفعناش لغاية يوم الخميس ، الولد هايتمنع من دخول المدرسه ..
أثناء وانا بكلم مراتى، ابنى خد  منها التليفون  وقالى كلمه قطعت قلبى ..
- يابابا الميس قالتلى قدام زمايلى ، طالما أبوك مش معاه يعلمك جايبك ليه مدرسه خاصه مايوديك مدرسه حكومه ومايقرفناش معاه ..
قولتله معلش يا حبيبى انا هاكلم ربنا وهاقوله على اللى عملته معاك الميس وهو هايعاقبها عشان ضايقتك ماتزعلش حقك عليا ..
- طيب يا بابا من فضلك قول لربنا يبعتلنا الفلوس بسرعه عشان انا خايف الميس تضربنى وماتدخلنيش المدرسه تانى..
- ماتخفش يا حبيبى ، انا هاكلمه حالاً، وانت كمان كلمه عشان يعرف اننا محتاجينه قوى..
قفلت مع إبنى وانا قلبى بيتعصر من وجع الألم اللى أنا فيه ..
مافيش شغل والسياحه واقعه مش عارف أجيب فلوس منين هاتجنن ، صوت الولد وهو بيترجانى خلانى أعيط وانا عاجز مش عارف أعمله ايه ..
طلعت بره المحل كانت الساعه ٨:٢٠ بالليل وقفت وبصيت للسما ، وقولت يارب فكها بقى انا تعبت بجد..
وانا سرحان لاقيت حد بيخبط على كتفى ..
لاقيته زبون خليجى بيقولى حضرتك هنا فى المحل ..
من شدة الحزن اللى كنت فيه كانت عينيا مدمعه ماقدرتش انطق واقوله ايوه ، يادوب هزيت دماغى ودخلت المحل ..
خدت نفس عشان أعرف أقابل الزبون كويس ..
وسيبته يلف فى المحل ويتفرج ..
بعدها بخمس دقايق تقريباً ..
لاقيته بيقولى ممكن تساعدنى ؟؟
روحتله ، قالى ..
عاوز دى ودى ودى ، ولم حاجات كتير ساعتها ..
اول ما لاقيته بيلم حاجات كتير ، فرحت وحسيت ربنا اخيراً حس بيا وهايفرجها ...
المهم لم حاجات فى حدود ست الاف جنيه
قولت فى بالى بس دانت اقدر ادفع قسط المدرسه والإيجار واشيل جزء كمان منه .
راح الراجل قالى بس انا هادفع بالكارت ، قولتله ماشى مافيش مشاكل عندى ماكنه ..
ساعتها حصل موقف قلب كل الموازين ..
الراجل جه يدفع ، قام مدخل الرقم السرى بتاعه تلات مرات غلط لغاية ما الكارت اتقفل ..
لاقيت الراجل بيقولى معلش أنا أسف ممعيش كاش ، وخد بعضه ومشى..
انا ساعتها من شدة ضيقى وقعت على الأرض وفضلت أضرب إيدى فى الأرض جامد وانا باصص لصورة ربنا
بقيت أزعق معاه ، واقول انت بتعذبنى ليه ، بعته ليه من الأول لما هو مش هايقدر يشترى ، ليه بتعمل كدا ، ليه ، ايه ذنب الواد الصغير يتهان قدام زمايله ، حس بيا بقى ، خف عنى انا مش قد تجاربك دى ..

عدى حوالى تلات ساعات وبدأت أهدى شويه ، لغاية ماجات الساعه ١١:٣٤ بالليل وخلاص اليوم خلص والمحلات اللى جنبى بدأت تقفل ..

رن تليفونى لاقيت ابنى بيكلمنى من تليفون مامته بيقولى ..
- بابا انا كلمت ربنا وقولتله على كل حاجه ، ياترى هايبعت الفلوس ؟
- طبعاً يا حبيبى ، ده بيحبك قوى ومستحيل يرفضلك طلب ، نام انت دلوقتى عشان تروح مدرستك بدرى بكره ..
قفلت معاه وانا مش عارف اعمل ايه ..
جات الساعه ١ ، والشارع فضى ، والمحلات قفلت ، بدأت ألم عشان اقفل واروح ..
وانا على باب المحل بقفل لاقيت واحد من ورايا قالى..
يعنى انا قاطع المسافه دى كلها عشان القاك بتقفل..
ببص ورايا لاقيته الزبون الخليجى واقف ومبتسم ، وقالى..
معلش روحت غيرت فلوس ورجعتلك عشان انا مسافر بكره الصبح ولازم اخد الحاجات دى ..
ساعتها قلبى كان طاير من الفرحه كنت فى سعاده مش قادر أوصفها ، وانا داخل المحل بصيت لصورة ربنا وقولتله فى سرى ، شكراً لأنك ماسمحتش بكسرة قلب إبنى ومارفضتش صلاته  ..

تانى يوم الصبح بعت الفلوس المدرسه عن طريق البنك ، واتصلت بالمدرسه واشتكيت الميس اللى ضايقت إبنى  ، وكان رد المدرسه ، إنها ألزمت الميس بالإعتذار لأبنى فى طابور الصباح قدام المدرسه كلها .. من

بالليل كلمت إبنى وقولتله ..
مش قولتلك ربنا بيحبك ومستحيل يرفضلك طلب

الوسوم: قصص