قصة كفاح

جورج 33 سنه متجوز وعنده طفلين ، ظروف جورج ضاقت قوى  بعد 25 يناير 2011 ، خصوصاً انه كان شغال محاسب فى شركة اجنبيه وصفت كل شغلها من مصر ..

فضل فتره طويله بيتنقل من شغلانه لشغلانه ومش قادر يكفى مصاريف بيته ، لغاية ما فى يوم لقى إعلان على النت طالبين محاسبين فى مطعم بالكويت ... بعدها على طول عمل مقابله واتقبل بسبب خبرته العاليه فى مجال الحسابات ولغته الانجليزيه القويه ...
لكنه فكر كويس قبلها انه ازاى هايسيب مراته وعياله ويسافر ، لكن ما باليد حيله ، لازم حد يضحى عشان المركب تمشى والتضحيه المرادى ماكنتش ساهله خالص ، طفلين يتربوا بعيد عن حضن ابوهم ، وام تشيل البيت لوحدها ، واب يقاسى مرارة الغربه قلبه قايد نار من القلق عليهم ...
ليله سفره كان بيبكى بكاء شديده هو ومراته ، مش قادر يسيبهم خايف عليهم ... لكن لتكن إرادة الله .

يوم 26 مارس 2013 سافر الكويت بعد ما صرف اللى وراه واللى قدامه عشان يسافر ..

استلم شغله يوم 29 مارس كان شغال معاه تلاته مصرين اقدم منه فى المطعم ...
بس زى ما بيقول المثل الضربه ماتجيش غير من اقرب ماليك ...
دبروا له مكيده وشككوا فى امانته بضرب فواتير  مزوره بإمضته وقدموها لصاحب المطعم الكفيل الكويتى ..
بكاء جورج قدام الكفيل ووقوفه مذلول قدامه وصراخه بانه مظلوم كافى ان يشق السما للدفاع عنه ..
من شدة دموعه هدومه اتبلت ، يحلف له انه ماخدش مليم واحد ، ولا عمره فى حياته مد ايده وسرق ...

ربنا حنن قلب الكفيل وقرر انه مايقدمهوش للشرطه وقاله ...

- إسمع انا فى حياتى ما ظلمت حد ولا احب أظلم حد ، عشان كدا انا مش هاقدمك للشرطه لكن مالكش شغل عندى وترجع بلدكم من بكره الصبح ..
قرار صعب جدا على جورج كسر قلبه ، برئ من تهمه منسوبه له ظلم ، إحساسه بالعجز انه مش عارف يثبت برائته كان واجعه قوى ، نظرة الناس له هناك كانت صعبه ، وهو برئ ... لكن الجميل فى جورج انه كان دايما يقول لتكن إرادة الله .
رجع مصر وخبى على مراته الموضوع عشان ماتتقهرش عليه ، ومايحسش بالعجز قدامها انه ماقدرش يدافع عن نفسه ..
قالها انه رجع لان الحال هناك صعب والمصاريف غاليه ومش قادر يحوش فلوس ..
بعد مرور أسابيع وحاله من الإكتئاب الشديد مرت عليه كأنه فى غيبوبه وفاق منها على صوت ابنه لما قاله ، بابا زميلى اتريق عليا انهرده عشان الكوتشى بتاعى مقطوع وصباعى خارج منه ...
كلمه صعبه دبحت صدره ، حس بقلم شديد بيقوله اصحى من ضعفك ...
ومن ساعتها وقرر انه يحفر الصخر بايديه وسنانه حتى لو هايبيع اعضائه لكنه مايسمعش شكوى إحتياج من اولاده تانى ..
جورج كان دايماً بيحلم بمشروع صناعة أدوات المطاعم زى الاطباق والمعالق والشوك والحاجات دى ..
استلف من واحد صاحبه مبلغ ووعده انه يرده فى خلال تلات شهور ..
بالفعل بدأ المشروع وبدأ يورد للمطاعم الصغيره ، ونجح وحط جزء كبير من الأرباح فى تكبير المشروع وزود الألات والمعدات عشان يزيد الانتاج وبدأ يفتح اتفاقيات جديده للتوريد لمطاعم كبيره وفنادق ، نجح اكتر وعمل صفحه على الفيس بوك باسمه لتوريدات ادوات المطعم ...
جاتله رساله من شخص بيطلب منه توريد كميه كبيره لمطعم هايفتح جديد بعد شهرين ...
جورج طلب منه انه هايتم توريد الطلبيه على دفعتين وبإذن ربنا هايتم توريد الكميه كلها عند إفتتاح المطعم ..
وافق الراجل وقاله انه هايبعتله الفلوس دفعه واحده  يوم الحد 26 يناير  2014 مع موظف من عنده عشان لو محتاج يجيب خامات او مرتبات العمّال وكدا ..
وافق جورج على الإتفاق وبالفعل يوم الحد جاله واحد وسلمه شنطة الفلوس ومشى..
ساعتها حصلت حاجه غريبه جدا ، بعد ما جورج عد الفلوس اكتر من اربع مرات ، لاقيهم زايدين عن المبلغ المتفق عليه ..
لكنه فى الحال بعت رساله على الفيس  للراجل صاحب المطعم يبلغه ان المبلغ زايد ..
الأغرب من كدا ان الراجل شاف الرساله وماردش عليه ..
جورج شال الفلوس الزياده على جنب لغاية مايرد عليه ، وبدأ شغل ..
يوم التلات الموافق 28 يناير الساعه 2.30 الضهر وقفت عربيه سوده قدام ورشة جورج ، ونزل منها راجل لابس جلابيه بيضه ...
اول مابص لجورج قاله تشاركنى 😊
جورج وقف حوالى دقيقه ساكت مابينطقش وعينيه غابت عن الواقع ...
بص له الراجل وضربه فى كتفه  وضحك ضحكه خفيفه وقاله ..
- ههه ايه انتو فى مصر بخلا ولا ايه مش هاتقولى اتفضل ..
فاق جورج من سكوته وقاله طبعا طبعا أتفضل ..
دخل الراجل وقعد على كرسى وقاله ...

- المرادى بقى عاوزك انت تكون الكفيل بتاعى .

رد جورج وقال ...
- مش فاهم ..
- انا اللى بكلمك على الفيس  وانا صاحب المطعم  الجديد اللى هافتحه فى القاهره هنا وطلبت منك توريد ادواته ، وقاصد ابعتلك الفلوس زياده عشان اتأكد من أمانتك ...
- تتأكد ؟ انت ليه مش مصدق إنى مظلوم ؟

- يا جورج ربنا بيحبك لانك لو كنت لسه موجود دلوقتى فى الكويت كنت هاتفضل زى مانت متغرب بعيد عن اهلك وشغال عندى ، لكن بص لحالك دلوقتى صاحب مصنع وقريب شريكى ويارب توافق ...

هم ارادوا بك شراً ولكن ربك اراد لك خيراً

الوسوم: قصص